Wednesday, May 8, 2013

Life of Pi عن رحلة الحياة و البحث عن الإله

 

اكسر كل صناديقك وأفكارك التقليدية عن الحياة وعن نفسك..هذه كانت ببساطة رسالة الفيلم حياة بى أى ، اعتقد أنه من أروع الأفلام تأثيراَ على المستوى الإنسانى ،لا أتذكر أننى شعرت بالخوف أو الضحك أو غيرها من المشاعر التى تنتابك عند مشاهدة فيلم كما انتابتنى عندما رأيت هذا الفيلم. 

 
الفيلم يحكى عن شاب هندى وهو "بى أى" يعيش مع والده ووالدته واخوه ، ويساعد والده فى عمله بحديقة حيوان صغيرة ، الفيلم فى البداية يعرض حياة "بى أى" وهو يبحث عن معنى من أصعب المعانى التى تواجه الأطفال و بداية الشباب وهو معنى الإله ، يدخل الكنيسة فيعتنق الارذوكسية ثم ينبهر بصلاة الدين الإسلامى فيقرر ان يصلى مثلهم ، فبراءته لم تعلمه كما قال له أبوه "يجب أن يكون لك دين واحد" ، وهذا هو السؤال الذى يبحث البطل عن اجابته .
 

 
يقرر والد "بى أى" أن يهاجر على ظهر سفينة عبر البحار لفتح حديقة حيوان فى مكان آخر ، وعلى الرغم من رفض "بى أى" لارتباطه بفتاة فى مدينته ، إلا ان أبوه يصر على ذلك ، لتكون تلك السفينة هى قدر الأسرة المحتوم ، وفى مشهد دراماتيكى تغرق السفينة بأكملها وينقذ منها "بى أى" فقط ، ومعه "نمر وقرد وحمار وحشى وذئب" على سفينة انقاذ واحدة.
 

 
فى هذه اللحظة قد تدرك أن الفيلم وشك على الإنتهاء ، وأن النهاية المنطقية أن يتغذى أولائك على بعضهم البعض ليموت آخرهم غرقا أو جوعا ، لكن ليست هذه هى الحياة ، فاللإحتمال مساحة تزيد قيمتها مع مرور أحداث الفيلم ، ليكتشف لك عزيزى المشاهد أنه وفى مكان ما من قلب المحيط ، يُمكن أن يعيش نمر و إنسان معا حتى يتم انقاذهما.
 

 
ففى منطقة معزولة عن البشر ، ووسط المحيط اتولد الامل لحياة هذا الصبى مع النمر ، الذى منذ ان كان الصبى طفلا نظر اليه نظرة مختلفة عن كل البشر ، وحاول الاقتراب منه على غير عادة البشر ، لكن الصبى لا يزال يحتفظ بشعوره الأليف مع "ريتشارد بارك" النمر الذى اصبح صديقه الوحيد وسط الامواج.
 ايام وليالى قضاها بى أى مه النمر يزرعان شجرة الامل ، فى البداية كان الخوف بين كلاهما ، لكن الثقة ازدادت بعدها ، وفى مشهد لا أعرف كيف تم اخراجه ، تأثر النمر فى عينيه عندما رفع عليه الصبى الفأس بعد ان شك به ، وكأنهم حقا اصبحوا اصدقاء ، الصبى كان يقول له "اننا كان يربينا اب واحد..لكننا الآن كلانا ايتام" لتعبر عن مدى الألم الذى يجمع الصبى مع النمر. 

 
تمر احداث الفيلم سريعة ، وعلى الرغم من رغبتى كمشاهد للفيلم ان يتم انقاذهما ، الا أن شئ كان يجعلنى اتمنى ان تستمر المغامرة والعلاقة الفارقة بين انسان ونمر وسط البحار ، وطرقهما فى الحديث بالعيون والاشارات ، وطريقة حصولهما على الطعام معا ، والضحكات والدموع التى تنتابك فى وسط قصة مجنونة.

 
لا أعرف كيف استطاع مخرج الفيلم وفريق العمل ان يخرجوا هذا العمل فى تلك الدقة والامتاع ، كيف تم تصوير لقطات اقترب فيها البطل من النمر الى ان اراحه على قدميه ليحنو عليه ، هل البطل مدرب ؟ متى ؟ وان كان مدربا ..هل تم تدريبه على التمثيل ايضا؟ كلها اسئلة تدور فى ذهنى ، لا ابحث عن اجابتها فقط لاننى مستمتعة بهذا العمل لدرجة كبيرة ، واعتقد اننا كبشر نحتاج مثل هذه الطاقة الآن ، طاقة الأمل والثقة فى قدرة الله عز وجل ، وان نصل لما وصل اليه البطل..ان رحلته هذه عرفته من هو الأله بعد ان تم انقاذه بأعجوبة.

 
 
الفيلم يستحق أكثر من مقال ، واكثر حتى من 11 ترشيح للأوسكار ، وكما قال ممثل امريكى شهير "النمر يستحق أوسكار أفضل ممثل" ، اتمنى ان يراه كل من يشعر باليأس من الحياة ليعرف أنه مهما كانت الظروف ..فإن حياته تستحق التحدى.

No comments:

Post a Comment